همس قربت من سيف بغضب: قصدك ايه بمفيش درجات؟ لا يا دكتور، وبعدين حضرتك سبق وحرمتني من درجات أعمال السنة وعملت الامتحان ده تعويض، لكن المرة دي هتعوضها ازاي؟ أنا…
قاطعها بذهول: يا بنتي اهدي ايه كل ده؟ أنا ما أقصدش المعنى اللي فهمتيه، أقصد اني مش هعرفك درجات حد وهتعرفي مع باقي زمايلك.
اتنفست بغضب وبصتله: بلاش الأسلوب ده معايا لو سمحت؟
ابتسم وهو مستمتع بمضايقتها: أنهي أسلوب يا همس؟ أنا مش بستخدم أي أساليب بقولك هتعرفي درجتك مع باقي درجات زمايلك وقت المحاضرة – قرب منها وكمل باستفزاز – طالما عايزة تكوني مجرد طالبة عادية يبقى خليكي طالبة عادية في كله مش هتنقي امتى أعاملك معاملة خاصة وامتى مميزة، ما ينفعش يا همس دي باكيدج كلها على بعضها مش بتتقسم.
بصتله بغيظ وجت تخرج فكلمها قبل ما تخرج بنصح: سيبك من اللي فات يا همس وركزي؛ امتحانات نص السنة خلاص ودي أهم من الكام درجة اللي بتجري وراهم.
ماردتش عليه وخرجت ونزلت لأصحابها مخنوقة منه وأصحابها أول ما شافوها اتلموا حواليها عايزين يطمئنوا على درجتها بس هي على آخرها وده وترهم ان ممكن تكون جابت درجة مش كويسة بس هي بصتلهم بغيظ: ما رضيش سيادته يعرفني الدرجات وقالي تعرفي زيك زي باقي الطلبة.
خلود بدهشة: بجد قالك كده؟ تخيلت انه ما هيصدق يتكلم معاكي ويشرحلك ايه الوضع بالظبط؟
كشرت همس وسكتت فخلود قربت بشك: أو هو بالفعل حاول وانتي صدرتيله الوش الخشب؟
همس انفجرت فيها: يعني متخيلة مني ايه؟ هفتح دراعاتي الاتنين وأقوله يا أهلا حمدلله على سلامتك؟ سيادته خطب ولسه خاطب ما يتكلمش معايا إلا لما يشوف حل في اللي هو وقع نفسه فيه.
سكتوا كلهم وهي بصت وراها شافته معدي وداخل مبنى تاني فكشرت لان ده المبنى اللي فيه مكتب شاكيناز، بصت لأصحابها بغضب: سيادته طالع عند شاكيناز هانم؟
هالة حاولت تهديها: يا بنتي ده مبنى طويل عريض عرفتي منين انه طالع عندها؟
اتنهدت بغضب: مبنى عمارة ما يعرفش فيه غيرها وهتشوفوا.
خلود اقترحت: تيجي نطلع وراه؟
همس عينيها لمعت بس احبطت: هيقول طالعة ورايا ليه؟
خلود بحماس: طالعين لأصحابنا، تعالي نشوف هايدي والعيال واهو شلتها وهزارهم هيجننوه لو شافهم بيهزروا معاكي وخصوصا الواد حمادة ومسخرته.
كشرت وبتفكر هي مش بتحب هزار الشخصية دي أبدا بس نوعا ما انها تضايق سيف عاجبها.
خلود شدتها: انجزي نلحقه قبل ما يتوه مننا
همس وضحت: هي على طول في الدور السادس في الصالة.
خلود: طيب حلو أوي يعني في نفس مكان هايدي وشلتها يلا بقى؟
دخلوا المبنى واتفاجئوا بسيف لسه واقف مع دكتور تاني بيتكلموا، هالة همست: ظلمتيه اهو واقف مع حد تاني.
همس اعترضت: واقف قدام الأسانسير يعني مستنيه وده عدى صدفة وبيتكلم معاه وهتشوفي.
سيف لمحهم وعينيه عليهم وخصوصا لما وقفوا وراه قدام الأسانسير، خلص كلامه والدكتور اللي معاه انسحب وهو بصلهم وحياهم بهدوء: ازيكم يابنات.
خلود وهالة بأدب: أهلا يا دكتور.
الأسانسير وقف وهو مسك الباب وشاورلهم يدخلوا ودخلوا التلاتة وهو وراهم وبصلهم: أنهي دور؟
همس ردت عليه بغيظ: السادس.
اتقابلت عينيهم في نظرة طويلة وهو اتمنى لو يتخانق معاها ويجبرها تسمعه وتسامحه على تهوره بس بص قدامه وداس على رقم ستة والصمت سيطر على المكان لحد ما الأسانسير وقف ودخلت شلة طلبة وده ضيق المكان نوعا ما، دورين والطلبة نزلوا والأسانسير فضي تاني وخلود قطعت الصمت: دكتور أخبار امتحان همس ايه؟
سيف بصلها باستغراب بس ابتسم باصطناع: إن شاء الله خير، لما أصحح الورق هبلغكم أكيد بالنتيجة.
همس سألته بغيظ وتهكم: يعني حضرتك ما صححتهاش؟
سيف تجاهل نبرة التهكم وبصلها: لا يا همس لسه – حب يضايقها بالرغم انه أول ما استلم الورقة منها صححها- لما أفضى هبقى أصححها.
كانت هترد بس هالة ضغطت على ايدها فسكتت لحد ما وقفوا والكل نزل وخلود بصتله: حضرتك برضه نازل هنا يا دكتور؟
سيف بصلها بتعجب: اه عندكم مانع؟
عينيه كانت على همس اللي كشرت ودورت وشها بعيد فكمل طريقه ودخل القاعة الكبيرة بتاعة الرسم عند شاكيناز والبنات وراه وهمس بغيظ: مش قلتلكم انه جايلها؟
هالة بتحاول تهديها: يا همس مش زميلته من بدري؟ عادي يعني يجي عندها.
سيف أول ما شاكي لمحته وقفت بابتسامة: سيف الصياد باشا عندنا يا مرحبا.
سيف قرب منها بابتسامة وسلم عليها وهي شدت كرسي جنبها: اقعد تعال القاعة نورت.
قعد جنبها وبصلها: سمعت انك زعلانة ده بجد ولا إشاعة؟
بصتله بتركيز: انت ازاي خطبت بالشكل ده؟ أنا لحد دلوقتي مش قادرة أستوعب؟
سيف بص ناحية همس اللي كانت مراقباه بس أول ما لمحته بصت لأصحابها وابتسمتلهم وهايدي وشلتها كانوا بيضحكوا بصوت عالي.
سيف لاحظ ضحكهم وهزارهم بس تجاهله لأنه شايفها ساكتة ومراقباه هو، انتبه على شاكي: فهمني ازاي خطبت؟
بصلها بحيرة: أنا نفسي مش عارف ازاي خطبت؟ بس كل اللي عارفه انها خطوة غلط وهصلحها بإذن الله.
شاكي بلهفة مسكت ايده: بجد يا سيف؟
سيف سحب ايده بهدوء وبص كانت همس مركزة معاه وده ضايقه أكتر وبص لشاكي: ربنا يسهل المهم يا شاكي احنا هنتقابل الليلة نسهر شوية وحازم ومروان طلبوا مني أبلغك وقالولي انك زعلانة فقلت أطلع بنفسي أطمن عليكي.
ابتسمت: انا كويسة وانت فرحتني بالخبر اللي قلته ده وطبعا هاجي أسهر معاكم، شوفوا هتسهروا فين وبلغوني؟
وقف بهدوء: طيب أنا ماشي على الشركة يلا باي.
قامت وخرجت معاه: هوصلك للأسانسير.
بيتمشوا وبيتكلموا وهايدي بصت لسيف وعجبها ستايله، بصت لهمس اللي على طول الأولى وهي متغاظة منها فقررت تضحك عليها الكل، وأول ما سيف وصل قصادهم كانت همس قدامها وظهرها لسيف فعملت نفسها هتقع وزقت همس عليه اللي اختل توازنها و وقعت على سيف وراها وهو بيعدي فاتفاجئ بيها بتقع ومسكها بسرعة، همس اتشبثت في هدومه واتمنت لو العالم كله يفضى إلا منهم هما الاتنين وبس، شمت برفانه اللي افتكرت قد ايه بتعشقه وافتكرت لما لبسها البلوفر بتاعه وهو كمان اتمنى لو يضمها بس شاكي فوقتهم من أفكارهم وهي بتزعق: ده ايه الهزار السخيف ده والحركات الأسخف دي؟
همس هترد عليها بس سيف اللي رد: أولا حصل خير وثانيا الباشمهندسة مش غلطانة – بص لهايدي- الغلط على صاحبتها اللي زقتها بالطريقة دي
هايدي ابتسمت: سوري يا دكتور بس كنت هقع فسندت عليها – بصت لشاكي- سوري.
شاكي فاهمة حركاتها بس سيف منعها تتكلم لأنه سبقها: حصل خير – بص لشاكي- يلا أنا ماشي.
شاكي تجاهلت البنات وابتسمتله: تمام هقابلك بالليل.
همس كشرت وسيف لاحظ ده واتضايق ان شاكي قالت ده قدامهم أو تعمدت تقول ده بالشكل ده وتدي إيحاء انهم هيسهروا لوحدهم فحب يوضح برضه: تمام هشوف مروان وحازم ونتفق على وقت وهنبلغك بيه.
همس جواها ارتاحت انه مش هيخرج لوحده معاها دي الشلة كلها بس برضه فضلت مكشرة.
سيف وهو خارج بالليل دخلت آية أخته اللي عرفت من حازم انهم هيطلعوا يسهروا، راقبته وهو بيجهز وقعدت على طرف الكنبة: سيف انت خارج فين؟
بصلها باستغراب: مع زمايلي هنسهر شوية.
آية اقترحت وهي بتحسسه بالملل اللي هي حاساه: طيب ما تاخدني معاك؟ مش انت هتخرج مع مروان وحازم؟ ماهما زمايلي من الشغل وأصلا أنا عارفاهم من زمان، ها ايه رأيك؟ علشان خاطري.
بصلها شوية بتردد وبعدها افتكر ان شاكي هتكون موجودة فليه لا؟
وافق وطلب منها تجهز بسرعة وهي وقفت وطارت تجهز وفي ثواني كانت معاه وخرجوا مع بعض.
قابلهم باباهم اللي كان قاعد مع مامتهم: رايحين على فين كده؟
آية بحماس: هنخرج شوية مع زمايلنا ونتعشى برا.
عز بص لابنه: شذى هتكون معاك صح؟
آية اتوترت لأنها عارفة انهم هيتخانقوا طالما باباها فتح السيرة دي، سيف بص لأبوه: لا مش هتكون معايا.
عز طلع موبايله: هتصل بأبوها – بص لابنه وسأله- هتسهروا فين؟
سيف بص لأبوه بغيظ: يعني هو بالعافية؟ ولا علشان أنا بحترم حضرتك ومش عايز أروح لأبوها وأرميله الكلام في وشه وأقوله بنتك ما تلزمنيش فحضرتك بتسوء فيها؟
عز بص لابنه بذهول: انت ازاي بتكلمني بالطريقة دي؟
سيف رد بغضب: ماهو لما حضرتك تتجاهل كل كلامي وتصمم تخليني أمشي في سكة مش عاجباني دي هتكون النتيجة، اني هكسر كلام حضرتك فإذا سمحت ما توصلنيش للمرحلة اللي أقولك فيها آسف ولا مش هعمل ده، أنا بديلك فرصة تمهد لأبوها اننا هنفسخ الخطوبة لأني مش هكمل فيها لكن اللي شايفه ان حضرتك متجاهل كل حاجة وبتتعامل عادي وكأني هتجوزها بعد يومين مثلا، شذى مش هتجوزها – بص لأخته وكمل – يلا يا بنتي – مشي خطوتين وبعدها بص لأبوه – احنا هنسهر في النايت كلب بتاع اسبرانزا فياريت فعلا تخلي أبوها يبعتها هناك وأنا هخلص معاها الليلة دي.
خرج وأبوه بص لمراته بغضب: شايفة ابنك وطريقة كلامه؟
سلوى اتنهدت بحزن: شايفة بس برضه شايفة انت بتعمل معاه ايه؟ طالما هو مش عايزها يبقى خلاص فض الموضوع ده، من امتى الشغل أهم من عيالك؟
عز بصلها وقعد مكانه: انتي مش فاهمة حاجة، ابنك لازم يتجوز شذى وإلا هنضيع كلنا، ابنك لازم يتجوزها.
بصت لجوزها بحيرة: قصدك ايه طيب فهمني أنا؟ ليه مصمم بالشكل ده وهنضيع ازاي؟
عز بصلها وبعدها اتراجع و وقف بإيجاز: أنا خارج ورايا مشوار مهم.
سابها ومشي وراح لعصام المحلاوي وقعدوا مع بعض في اجتماع مغلق لفترة طويلة.
سيف وصل بأخته وحازم أول ما شافها اتوتر لأنها ماقالتلوش انها جاية معاه، الكل قعد مع بعض وبيهزروا وشاكي قعدت طول الوقت جنب سيف بتحاول تلفت انتباهه ليها كبنت مش كصديقة.
حازم قام يرد على موبايله وخصوصا لما لقى آية اللي بتكلمه اللي كانت استأذنت تروح الحمام، رد عليها: انتي اتجننتي يا آية؟ افرضي أخوكي شاف الموبايل؟
ضحكت: ليه انت مسجلني بايه؟
رد عليها وهو عينيه على سيف: باسمك طبعا باشمهندسة آية لأنه ما ينفعش أسجلك بأي حاجة تانية، المهم سيف لازم يعرف باللي بيننا يا آية ولازم يكون في صفنا
آية رفضت تماما: سيف في مشاكل الفترة دي مع بابا ولا يمكن هيتقبل حاجة زي دي، خليه بس ينتهي من مشاكله وهنقوله.
مروان لمح حازم فقام يرخم عليه وقرب منه بهدوء و مرة واحدة زعق: حازم.
شد الموبايل منه وجري وحازم اتوتر وجري وراه بضيق: يا ابني بطل رخامة هات الموبايل.
جري شوية وراح ناحية سيف علشان يديله الموبايل ويلعبوا بيه ويجننوا حازم وما يعرفش أبدا ان اللي عمله ده ممكن يدمر علاقات كتيرة.
قبل ما مروان يدي الموبايل لسيف كان حازم شده من ايده بغضب وزعق: الهزار مش في كل حاجة يا مروان، انت مابقيتش صغير لحركاتك الباردة دي، اكبر بقى.
مروان اتفاجئ بغضب حازم وسيف وقف بينهم بتعجب: ايه يا جماعة هتقلبوها نكد ولا ايه؟ لا الحكاية مش ناقصة وحياة أبوكم.
حازم بغضب: انت مش شايف حركاته البايخة؟
مروان باستنكار: أنا حركاتي زي ماهي من زمان سيادتك اللي الله أعلم مالك؟ وبعدين ايه التليفون المهم أوي كدا للدرجة دي وبتكلم مين أصلا؟
آية طبعا خرجت ومتابعة بتوتر اللي بيحصل
حازم رد بغيظ: انت مال أهلك؟ تليفون مهم مش مهم ده ما يديلكش الحق تخطفه مني بالشكل ده.
مراون مذهول من نرفزة صاحبه بالشكل ده وبص لسيف بذهول: شايف كلامه؟ أقطع دراعي انه بيكلم مزة ومخبيها، مين هي يالا؟ انت انطق وإلا قسما بالله أهكر موبايلك وأخطفها منك
حازم اتنرفز أكتر: قسما بالله لو لمست موبايلي تاني لأقطع…
سيف وقفه باستنكار: اييييه يا حازم؟ من غير حلفان الموضوع مش مستاهل كل ده أصلا، انت مكبر الموضوع للدرجة دي ليه؟ بعدين يا سيدي بتكلم واحدة خلاص اتكلم انت حر بس مش وانت معانا، أجلها لبعدين لكن هتخسروا بعض علشان مجرد هزار؟ بعدين ده مروان وده هزاره من يوم ما عرفناه ومش هيتغير.
شاكي وقفت وقربت منهم بجدية: ما خلاص بقى هتنكدوا علينا باقي الليلة ولا ايه؟ احنا جايين نتخانق ولا نتبسط؟
سيف: خلاص فضوا الليلة دي، مروان بطل تهزر معاه طالما بيتضايق، وانت ما تكلمش حد وانت معانا.
قعدوا بس الجو بقى مشحون والكل متضايق لسبب ما خصوصا آية اللي حطت نفسها في الوضع ده وحطت أخوها في موقف صعب لو عرفه مش هيسامحها، قاموا روحوا كلهم بسبب الجو المتوتر.
تاني يوم، بدر في المدرسة والكل بيستعد لامتحانات نص السنة وبيراجع للطلبة بتوعه وكالعادة بدر وهند حصصهم ورا بعض، كانت خارجة من الفصل بتاعها وهو واقف برا مستنيها تخلص علشان يدخل هو ولاحظ انها دبلانة جدا وشكلها مش طبيعي أبدا.
خرجت وبصتله فقرب منها: انتي كويسة؟ شكلك تعبان؟
ابتسمت بتعب: أنا كويسة ما تقلقش.
رد بعدم تصديق: طيب استأذني وروحي ارتاحي
رفضت بهزة من راسها: أنا كويسة، أنا في الفصل اللي جنبك.
سابته ودخلت الفصل وهو قلقان عليها بس مش بايده حاجة يعملها.
بدأ الحصة بتاعته وشوية وسمع دربكة في الفصل اللي جنبه ولحظة وطالبة من الفصل اللي جنبه جت وبتوتر بلغته: مستر الميس اغمى عليها واتخبطت وهي بتقع في الترابيزة اتعورت في راسها.
بدر ما سمعش باقي الجملة وجري عليها وهو هيموت من القلق، دخل ومش عارف يعمل ايه؟ بص للبنت اللي بلغته وطلب منها تنزل تبلغ تحت علشان يبعتولها الإسعاف، حاول يفوقها وبعدها فكر في أخوها نادر فطلع موبايله وكلمه ونادر رد ولسه هيسلم عليه بدر قاطعه بتوتر: دكتور، هند اغمى عليها ومش عارف أفوقها.
نادر لوهلة ما فهمش هو بيتكلم عن مين؟ هند؟ أخته؟ طول عمرها كويسة فردد بذهول مصحوب باتهام: هند؟ هند أختي أنا؟ هي فين أصلا؟ انتوا فين؟
بدر اتضايق من نبرة الاتهام بس مش وقته: في الفصل بتاعها وقعت هنكون فين يعني؟
نادر: دقايق وهكون عندك.
الدنيا اتقلبت وكتير طلع يطمئن عليها وخصوصا أصحابها والدكتورة اللي موجودة في المدرسة فوقتها ونادر وصل فعلا بسرعة و أول ما وصل لأخته اللي كانت فاقت ضمها وبيكشف عليها وهي بتحاول تطمنه انها بخير بس مش بيسمعها وبعدها بصلها بعتاب: سيادتك ضغطك واطي جدا آخر مرة أكلتي كانت امتى؟
هند سكتت وبصت للأرض بحزن فبصلها وبص لبدر اللي واقف متوتر ومراقب الوضع من بعيد، نادر شكر كل اللي موجودين و قالهم انه هياخدها ويروح.
ساب أخته مع أصحابها يجيبوا شنطتها وحاجتها وهو راح ناحية بدر: ازيك يا بدر
بصله بحزن: أنا الحمد لله بخير، وحضرتك؟
نادر حرك راسه: كويس كويس، أنس أخباره ايه؟
كشر لما جاب سيرة ابنه: يهمك تعرف أخباره؟
نادر أستغرب نبرة التهكم في صوته وبصله: أكيد يهمني وإلا ماكنتش هسأل.
بدر استغرب أكتر وقرب منه بسخرية: مش فاهم بصراحة سؤالك، أخباره ايه ازاي؟ يعني بتطمن خلصت منه ولا لسه ولا ايه بالظبط؟
نادر ردد بحيرة: تخلص منه؟ أنا مش فاهم انت بتتكلم عن ايه؟ وايه تخلص منه دي هو في حد بيخلص من ابنه؟
بدر اتراجع وفهم ان نادر ماعندهوش علم بشرط أبوه فرد بضيق: ابني بخير المهم حمدلله على سلامة الأستاذة هند بعد إذنك.
نادر مسك دراعه بتساؤل: لا فهمني الأول ايه الموضوع؟
بدر لاحظ ان أكتر من مدرس بيقرب من نادر فبصله بإيجاز: اسأل والدك وهو يقولك.
قبل ما يعترض وصل المدرسين وبدأوا يطمئنوا على هند من أخوها اللي حس انه مقصر جدا ناحية اخواته وبيهملهم لأنه بيدفن نفسه في شغله هربا من وجعه وطنش تماما موضوع أخته.
أول ما استقروا في عربيته بص لأخته اللي سرحانة: هند – بصتله فكمل – بدر يقصد ايه بموضوع ابنه؟ ابنه ماله؟
هند دموعها لمعت وبصت للأرض: بابا شرط عليه يا أنا يا ابنه.
ما فهمش قصدها أو رافض يتقبل اللي سمعه؛ لان ده مش أبوه اللي ممكن يقول شرط زي ده: يعني ايه انتي أو ابنه؟ مش فاهم.
بصتله بحزن: يعني قاله علشان يوافق نتجوز يبقى يشوف مكان لابنه يا إما يرجعه لأمه أو يوديه عند جدته المهم ما يكونش معاه.
نادر بص لأخته باستنكار: بابا لا يمكن يشرط شرط زي ده أبدا، وبعدين ايه يرجعه دي؟ هو قميص هيرجعه المحل؟ لا طبعا بابا لا يمكن يقول كده.
هند بصت لبعيد بتهكم: اهو ده اللي حصل.
الصمت سيطر عليهم طول الطريق للبيت وصلوا وطلعوا البيت وأمهم أول ما شافتهم خافت: في ايه مالكم؟
نادر قالها اللي حصل وأمها دخلتها أوضتها وبتعاتب فيها: جنابها بطلت تاكل بتعاقبنا علشان خايفين عليها، من امبارح الغدا ماحطتش لقمة في بوقها لازم يغمى عليها.
نادر بص لأمه بعتاب: هو صحيح بابا شرط على بدر علشان يوافق يسيب ابنه؟
فاتن بصت لابنها بغضب: وده وقته ده؟ شوف أختك العيانة وشوف هتجيبلها علاج ايه؟ وأنا هروح أجيبلها أي لقمة تقويها شوية.
نادر مسك دراع مامته بتصميم: كلميني هنا الأول يا ماما صحيح الشرط ده؟
كشرت وزعقت: اه صح، ماهو لما تبقوا مجانين ومش عارفين فين مصلحتكم لازم نقول شروط زي دي.
حرك راسه برفض: انتي متخيلة بشاعة اللي بتعملوه؟ انتوا بجد عايزينه يرمي ابنه ويتجوز بنتكم؟ طيب لو وافق هتأمنوله ازاي على بنتكم؟ طيب لو رفض هتدمروها علشان بس كان له تجربة فاشلة قبل كده؟ هو ده العقل وده الصح؟
فاتن زعقت لابنها لان موقفها ضعيف فبتحاول تتغلب عليه بصوتها العالي: واد انت انزل هات علاج لأختك وبطل تاكل دماغي وأيوة صح أبوك قال أول عروسة هيشوفها مناسبة هيطلبهالك.
نادر رفع حواجبه باستغراب وبعدم تصديق: نعم؟ انتي قلتي ايه؟ لا انتوا بجد مش طبيعيين أبدا فالأحسن اني ما أجادلش معاكي – كمل بتهكم – قال عروسة قال والله يا زمن.
سابها واقفة وخارج: أنا رايح أجيبلها مغذي وانتي شوفي هتعرفي تأكليها ولا؟
نزل ورجع بعد فترة ركب لأخته المحلول المغذي في دراعها وقعد جنبها شوية وحاول يطمنها: ما تعمليش كده في نفسك يا هند وبإذن الله كل حاجة هتتعدل، دي فترة وهتعدي.
دموعها نزلت: بدر لا يمكن يسيب ابنه.
بصلها بتعاطف: مش هيسيب ابنه وبابا أنا هتكلم معاه وأشوف دماغه فيها ايه؟ المهم انتي ما ينفعش تكوني ضعيفة كده، مش ده الحل ومش هتلوي دراعهم بالشكل ده بالعكس أبوكي ممكن يعاند أكتر.
بصتله بحزن: أنا مش بلوي دراع حد أنا بس مش قادرة يا نادر، كل حاجة فقدت معناها وبريقها والأمل بيضيع مني.
نادر حط ايده على شعرها: يا بنتي ليه كل ده؟ دي مش نهاية الكون، بعدين مهما بيكون الألم كبير إلا انه بيقل مع الوقت وبيخف.
رفعت عينيها له: انت ألمك خف يا نادر؟
بصلها وصورة بسمة اترسمت قدامه وكل لحظة حلوة معاها مرت قدام عينيه ومشهد وقوف وحاتم بيحط الدبلة في ايديها، اتنهد بحزن وخرج من دوامته وبص لأخته بوجع: أنا وضعي مختلف يا هند، وضعي مختلف.
حركت راسها برفض: كله وجع يا نادر وعلى رأي المثل، تعددت الأسباب والموت واحد.
قاطعهم دخول خاطر اللي خايف على بنته وبصلها: فيكي ايه؟ أمك اتصلت بيا بلغتني، انتي عاملة ايه؟ – بص لابنه وسأله بقلق- أختك مالها يا نادر وفيها ايه؟
نادر بص لأبوه بتهكم: ضغطها واطي وده اللي سببلها الإغماء.
أبوها مش فاهم ليه ابنه بيكلمه بنبرة الاتهام دي؟ فسأله: وليه ضغطها واطي؟ وليه بتبصلي كده؟
نادر قرب من أبوه بعتاب: انت ازاي قدرت تتشرط على بدر انه يرمي ابنه علشان توافق عليه؟
هنا خاطر فهم كل الليلة وبص لابنه ولبنته بغضب: انتوا بتتفقوا عليا ولا ايه؟ وبعدين أنا سألتك سؤال محدد أختك مالها وليه ضغطها واطي؟
جاوبه بغيظ: لأنها ما بتاكلش كويس وحزينة طول الوقت ده اللي وطى ضغطها.
خاطر رجع خطوة لورا وبصلهم الاتنين باستنكار: وانتوا فاكرين انها لما تمنع الأكل وضغطها يوطى أنا هوافق عليه؟
هند بعياط: أنا ما منعتش الأكل وعمري ما فكرت اني أضغط عليكم أبدا.
عيطت والاتنين بصولها بوجع بس خاطر كشر وزعق: طيب كويس وياريت تفوقي كده لنفسك لأني مش هوافق عليه بالطريقة دي وسيادتك- بص لابنه وكمل- لما أبقى أموت ابقى جوزهم لأي حد لكن طالما أنا عايش يبقى أقول لا وأه براحتي واللي مش عاجبه الباب يفوت ألف جمل.
دخلت فاتن على صوت جوزها العالي ومسكت دراعه بتوتر: خلاص يا أبو نادر ليه ده كله؟
خاطر بصلها بعصبية: سيادته بيحاسبني و واقف قدامي يقولي ينفع وما ينفعش.
نادر زعق هو كمان: أنا مش بحاسب حضرتك بس الشرط اللي حضرتك حاطه ده مستحيل ولا يمكن راجل يقبل بيه أبدا، ما ترفضه أفضل من التعليقة دي.
خاطر وقف قصاد ابنه باستفزاز: بس كده؟ حاضر يا نادر هرفضه وزي ما قلت أسهل من كده مفيش.
هند عيطت أكتر وخاطر سابلهم الأوضة وخرج وصمت سيطر على المكان بيقطعه شهقات هند وبس.
خاطر طلع متنرفز من عياله وطلع موبايله اتصل على بدر وصوته عالي: شوف يا ابن الناس أنا ماعنديش بنات للجواز ربنا يسهلك بابنك بعيد عننا.
نادر خرج لأبوه وقبل ما يتكلم كان خاطر قفل الموبايل وبص لابنه بصرامة: مبسوط كده يا سي نادر؟ أديني اهو سمعت كلامك واخترت الحل الأسهل.
نادر بص لأبوه بصدمة من نرفزته وتصرفاته اللي مش عارف يفسرها وردد بصدمة: حضرتك ازاي قدرت تعمل كده فيها؟
بصله بنرفزة: اقفل الكلام دلوقتي يا نادر وابعد عن وشي الساعة دي.
قرب من أبوه أكتر: لا طبعا، انت مستوعب انت عملت ايه دلوقتي في بنتك؟ بعدين انت ايه مشكلتك مع بدر ها؟ ماهو شخص محترم وكويس ومناسب ماله؟ فشل في تجربة قبل كده؟
أبوه بصله بتحذير: ابعد عني يا نادر دلوقتي واقفل الكلام.
رفض انه يسكت: لا يا بابا مش هبعد ومش هسكت، فهمني الأول ليه رافض بدر بالشكل ده؟
أبوه بصله وقبل ما يرد مراته اتدخلت بينهم بخوف: خلاص بقى انتوا الاتنين – مسكت دراع ابنها – انت ماوراكش مستشفى؟ يا تروح شغلك يا تدخل أوضتك، يلا يا نادر.
نادر بصلهم الاتنين بغضب وسابهم ودخل لأخته اللي بتعيط قعد جنبها وأخدها في حضنه بصمت.
فاتن بصت لجوزها بلوم: فيك ايه يا خاطر النهارده ومالك شايط على الكل كده؟
بصلها بغضب: هقولك زي ما قلت لابنك اقفلي الكلام دلوقتي وابعدي عني
بصتله فترة وبعدها ردت بهدوء: طيب ادخل أوضتك وابعد انت عننا طالما مش طايقنا ايه رأيك؟
كان هيرد عليها بس اتراجع وبالفعل دخل أوضته وقفل على نفسه وقعد على السرير يحاول يفهم ايه اللي عمله ده؟ ليه زعق بالشكل ده؟ معقول خوفه على بنته يجننه كده؟ تفكيره انها ممكن تلوي دراعه وتمنع نفسها من الأكل عمل كل ده؟ طيب هو خايف ومتضايق على بنته ليه طلع ده على نادر وزعق معاه هو كمان؟ طيب مراته ليه؟
ماعندهوش أي إجابات غير انه بيحب عياله فوق الطبيعي وفوق المعقول وأي حاجة بتوجعهم بتوجعه هو قبلهم وكل تصرفاته من خوفه عليهم وحبه ليهم.
بدر بعد ما خاطر قفل معاه قعد في أوضته مش عارف ايه؟ ايه اللي حصل وصل أبو هند للحالة دي؟ انه يفقد السيطرة ويزعق بالشكل ده؟
قاطع سرحانه اتصال نادر بيه: ازيك يا بدر أخبارك ايه؟
رد باقتضاب: انت متخيل ايه؟
أخد نفس طويل وبرر: بابا كان متنرفز شوية و رد فعله ده اعذرني أنا عليه، أنا شديت معاه بس ما تخيلتش انه هينفجر فيك انت.
بدر كل يوم احترامه لنادر بيزيد فرد بهدوء: حصل خير يا نادر وأنا هحاول أروحله وأتكلم معاه – كمل بتردد- هند أخبارها ايه؟ لسه تعبانة؟
ابتسم واتنهد لو بايده كان وافق يرتبطوا: الحمد لله أحسن، هي بس ضغطها واطي شوية.
قفل معاه بعدها وبدر قعد بيفتكر شكلها وهي على الأرض مغمى عليها، دبلانة، تعبانة، مرهقة، أفكاره راحت لأجمل مرة شافها فيها بعد فوز طلبتهم في مسابقة أوائل الطلبة ساعتها المدرسة احتفلت بيهم وعملت حفلة كبيرة في النادي.
افتكر اليوم كله بحذافيره:
( فلاش باك ).
اليوم ده كان طالع لفصله ولمح هند نازلة بس وقفها أستاذ هاني وهو ساعتها وقف يتابعهم وسمع هاني بيكلمها بابتسامة: نسيت أباركلك على فوز الطلبة بالمركز الأول.
بصتله باستغراب: وتباركلي أنا ليه؟ بارك للطلبة اللي فازت، ده مجهودهم.
ابتسم وقرب سلمة منها لانهم واقفين على السلم: لا ازاي بقى؟ ده مجهودكم انتوا كأستاذة ليهم، لو المدرس مش متمكن من مادته ماكانش الطالب فهم وتفوق ولا ايه؟
ابتسمت بزهق: تمام عندك حق، بعد إذنك.
وقفها تاني: هتروحي حفلة المدرسة بالليل؟
بصتله باستغراب فحاول يبرر: يعني بما انكم كنتوا الأساتذة المشرفين عليهم؟
بدر ما قدرش يسمع أكتر من كده فقرب منهم وحمحم بغيظ: السلام عليكم.
هند اتشاهدت انه وصل: وعليكم السلام
– هاني كمان رد وهي سألت – حضرتك هتيجي حفلة النهارده يا مستر بدر؟ لسه مستر هاني بيسألني؟
بدر ابتسم بعملية: ربنا يسهل هشوف ظروفي.
ابتسمت: تمام اعذروني بقى لاني مروحة.
سابتهم ونزلت والاتنين وقفوا قصاد بعض وبدر متضايق من وقفته مع حبيبته بس مالوش حق يتكلم.
كل واحد مشي في طريق وهي اتصلت بيه تسأله عن الحفلة وهل هيجيب أنس معاه ولا لا؟ رد عليها ان أنس هيخرج مع أصحابه وبعدها هيحضروا الحفلة مع بعض.
اتقابلوا في الحفلة كانت لابسة بدلة رقيقة بس كانت ملكة جمال فيها أو هو شايفها جميلة في عينيه.
اتحركت وهو وراها لحد ما بعدوا شوية عن جو الحفلة والزحمة فقربت منه و وقفوا مع بعض مبتسمين.
بدر أخد نفس طويل: يااا لو تعرفي بفكر في ايه دلوقتي؟
ابتسمت بحرج: قولي بتفكر في ايه؟
باصة للأرض بخجل من نظراته فابتسم بمكر: بفكر في أنس يا ترى بيعمل ايه مع أصحابه؟
اتصدمت ورفعت راسها تبصله بذهول لان ده آخر شيء كانت تتوقعه يقوله فبصتله بذهول ورددت: أنس؟ – حركت راسها مصدومة واتلعثمت بالكلام – أكيد كويس – رجعت كشرت واتضايقت وكانت هتتحرك تبعد وكملت – تعال نشوفه فين؟
مسك دراعها وهو بيضحك ووقفها: استني استني انتي صدقتي؟
كانت مكشرة وباصة بعيد وهو بيحاول يكلمها بس بيضحك: منظرك تحفة وانتي مصدومة.
برضه ساكتة ومتضايقة وهو اتحرك وقف يواجهها بما انها رافضة تبصله: حقك عليا والله كان هزار مش أكتر.
فضلت برضه مكشرة فحاول يغير مودها اللي عمله بهزاره الرخم: افرديها بقى بجد مش قصدي، رجعي الابتسامة من تاني.
بصتله بغيظ: أنا..
سكتت ومش عارفة تقول ايه فهمس: كنا عايشين اللحظة وأنا زي الغبي بوظتها، عارف اني متخلف والله، حقك عليا وبعدين هو حد بياخد بعقل واحد متخلف؟
ضحكت بسعادة لمحاولته انه يصالحها ومش هاين عليه زعلها منه: الهزار له وقته، افهم.
ابتسم وحاول يمسك ايدها بس هي ربعت ايديها عشان ما تحرجوش: حقك عليا يا قلبي.
اتوترت من كلامه وخدودها بقت حمرا جدا، بصت قدام على الحفلة وشاورتله عليها: تعال نرجع الحفلة بدل ما ياخدوا بالهم اننا مش موجودين.
فاق بدر من ذكرياته وعقله بيقارن بين شكلها دلوقتي وشكلها ساعة الحفلة دي، شتان بين الصورتين في عقله؟
سأل نفسه يا ترى هل هترجع الضحكة تنور وشها تاني ولا خلاص كده؟
سيف نازل الصبح على الكلية كان الكل بيفطر ومامته نادت عليه: تعال يا سيف افطر بسرعة قبل ما تنزل
بص ناحيتهم واتردد لانه في غنى عن مشادة جديدة مع أبوه بس أمه أصرت: تعال يا حبيبي بقى اقعد معايا شوية قبل ما تنزل لسه بدري أصلا.
قرب وقعد في مكانه وبدأ يفطر وبيتكلم هو ومامته وعز بيراقب في صمت تام لحد ما سلوى قامت تعمل القهوة لجوزها لانه بيحب يشربها من ايدها.
الاتنين راقبوها لحد ما بعدت وبعدها سيف استنى أبوه يتكلم لأنه عارف كويس انه طلب القهوة مخصوص من ايدها علشان يتكلموا لوحدهم.
أبوه بصله بهدوء تام: موضوع فسخ الخطوبة ده يا سيف ياريت تشيله من دماغك تماما.
سيف بصله ولسه هيرد بس سكت وفضل باصصله وضحك بهدوء وبعدها اتكلم بتهكم: عندي فضول أعرف ازاي هتخليني أكمل في العلاقة دي غصب عني؟ أنا قادر تماما أروح دلوقتي لبيتهم وأنهي كل حاجة بس مش عايز أصغرك أو أقلل من مكانتك واحترامك بين الناس اني أعمل ده غصب عنك واحترامي ليك فقط هو اللي مصبرني وبيخليني أستنى أقنعك أو آخد إذنك لكن عمرنا أبدا ما هنوصل لمرحلة اني أتجوز واحدة غصب عني، فياريت بس تكون الأمور واضحة قدامك.
عز بيسمعه وبعدها سأله بتحدي: ولو قلتلك ان جوازك من شذى كوم وعلاقتي بيك وعلاقتك بالبيت ده كله كوم تاني هتعمل ايه يا سيف؟ عندي فضول أعرف أنا كمان؟
سيف اتصدم من كلام أبوه وانه وصل عناده للدرجة دي معاه فضغط على الشوكة اللي في ايده بغضب حتى أسنانه بيجز عليهم، حاول يفضل هادي قدام هدوء أبوه وبيحاول يدور على رد كويس أو أي رد أصلا.
عز كرر سؤاله بهدوء: ها يا سيف هتعمل ايه؟ هتكمل علشان خاطري العلاقة دي ولا هتتنازل عننا كلنا؟
سيف بص للطبق قدامه بجمود: أعتقد ان ده مش اختيار ده نظام لوي دراع، حضرتك عامل زي واحد بيخير واحد على الطريقة اللي يموت بيها، أخنقك ولا أضربك بالنار؟ يعني ما هي النتيجة واحدة في الحالتين.
أبوه تجاهل كلامه وكرر سؤاله: هتختار مين يا سيف؟ هتسمع كلامي ولا أعتبرك ميت بالنسبة ليا؟
سيف بدأ يفقد السيطرة على أعصابه وجملة أبوه وجعته جدا: يعني ايه هختار مين؟ هو ده اختيار أصلا؟ أكمل في علاقه رافضها مع شريكة رافضها ولا أسيب عيلتي؟
أبوه ضرب السفرة بايده: اختار يا سيف؟
سيف وقف بغضب لان مابقاش له لازمة الهدوء أو السيطرة على أعصابه وزعق: والله يا عز بيه لو هتحطني في اختيار زي ده فساعتها انت بتجبرني أختار وانت عارف كويس أوي أنا هختار ايه.
جه يبعد بس أبوه مسك دراعه بصدمة: قصدك ايه وهتختار ايه؟
سيف شد دراعه بغضب: طالما أنا نفسي مش فارق مع حضرتك أصلا رغباتي أو سعادتي فيبقى وجودي مالوش لازمة معاكم، بعد إذنك.
حاول يوقفه وبينادي عليه ومراته طلعت على صوت زعيقه وشايفة سيف خارج فوقفت في وشه بلهفة: استنى وما تمشيش بالشكل ده؛ الكلام أخد وعطى يا سيف.
سيف بصلها والغضب مسيطر عليه: خلص الكلام وياريت تخلي حد من الشغالين يلم حاجتي هبعت آخدها.
أمه شهقت ومسكت دراعه أكتر بقلق: انت مش هتسيب البيت
سيف بيخلص دراعه من ايد مامته: أرجوكي يا أمي سيبيني دلوقتي.
سلوى مسكته أكتر بتوتر: هسيبك بس لما توعدني انك مش هتسيب البيت.
شد دراعه من ايدها وبص لعينيها بتحدي: أنا مش بس هسيب البيت أنا هسيب كل حاجة تخصكم وبلغي جوزك اني اخترت، لا هدخل البيت ولا هدخل الشركة وخليه يعتبرني ميت زي ما هو قال وأنا أوعدكم مش هوريكم وشي تاني.
سابها ومشي ومهما تنادي عليه إلا انه رفض يقف أو يسمع أو يتكلم وركب عربيته وطار بيها.
كل ده وآية متابعة كل اللي بيحصل من فوق ودموعها نزلت لان لو سيف ماقدرش ينفذ رغبته ويكون ضد أبوهم فهي كمان مش هتقدر أبدا تقنع أبوها بحازم.
سلوى قربت من جوزها ودموعها نازلة: ليه كده؟ ليه وصلت الأمور لكده؟ خلاص مش عايزها يبقى خلاص هو يختار اللي تشاركه حياته بنفسه.
عز بصلها بغضب: أكبر غلطة عملتها في حياتي اني كنت بسمع كلامك في كل مرة تقولي سيبه براحته بكرا هيكون زيك وهيعمل اللي انت عايزه واهو سيادته اتمرد وأول حد اتمرد عليه أنا.
سابها ومشي على شغله هو كمان وهي قعدت مكانها تعيط مش عارفة تعمل ايه؟ جوزها عقلاني جدا وبيحسب كل الأمور بعقله وابنها مختلف تماما عنده العاطفة والمشاعر أهم بكتير من أي اعتبارات تانية.
سيف كان عنده محاضرة وهمس أول ما شافته رسمت الجدية على وشها وتكشيرة بس لاحظت انه ما حاولش أصلا يبصلها، دخل رمى السلام وقلع نظارته وبدأ المحاضرة على طول، كان كل شوية بيسكت وبياخد نفس طويل وبيسند على السبورة ويبص للأرض بحزن وياخد كذا نفس ويرجع يكمل تاني، ممكن محدش لاحظ حركاته دي بس هي لاحظت قد ايه هو تعبان ومخنوق وبيتكلم بالعافية.
اتمنت لو ليها الحق تسأله ماله أو حتى تتكلم معاه.
خلود همست: هو ماله مش طبيعي النهارده؟
همس رفعت كتافها بحيرة وفضلت مراقباه لحد ما فات ساعة من المحاضرة وما قدرش يكمل أكتر من كده فبصلهم بهدوء: أنا آسف مش هقدر أكمل المحاضرة وهحاول أعوضهالكم وقت تاني.
قبل ما يخرج واحد من الطلبة سأله على الامتحان فسيف بصله وبص لهمس ورد: المرة الجاية هجيب الورق معايا بس اعذروني النهارده، أشوفكم المحاضرة الجاية.
سابهم وخرج وهمس طلعت مع أصحابها وعينيها عليه بقلق، ركب عربيته واتحرك واستغربت جدا تصرفه.
قررت هي كمان تمشي لان السكشن اللي جاي مش مهم أوي أو هي مش قادرة تستوعب أي حاجة زيادة.
خرجت وقررت تتمشى مش هتركب.
سيف اتحرك بعربيته وخرج برا الكلية بس معرفش يروح فين؟ فوقف على جنب وسرحان، موبايله رن وكانت شذى وده زود ضيقه، رنت كذا مرة فرد عليها بجمود: أيوة يا دكتورة؟
شذى استغربت رده: دكتورة؟ وماله على العموم مش هعطلك كتير، انت كنت سهران امبارح في اسبرانزا؟
استغرب سؤالها: اه ليه؟
نبرة صوتها كان فيها اتهام: كنت سهران مع مين؟
فكر ما يردش بس ليه؟ هي مش مهمة أصلا بالنسبة له فرد بهدوء: مع أصحابي يا شذى، ليه كل أسئلتك دي؟
ردت بحدة: صحابك دول بنات؟
زفر بزهق لأنه أصلا مش متحمل فرد بغضب: بنات ولا رجالة انتي يهمك ايه؟ وبعدين قلتلك مع أصحابي يبقى خلص الكلام.
زعقت هي كمان: لا طبعا سيادتك لازم تراعي شكلي ومنظري قدام الناس لكن تروح تسهر مع بنات وترقص معاهم ده مش منظر أصلا ولا يليق بدكتور جامعي.
هنا هو انفجر: أرقص؟ مين قالك التخاريف دي؟ بقولك ايه يا شذى أنا اللي فيا أصلا بالفعل مكفيني، اللي وصلك الكلام ده كداب، أنا امبارح كنت مع أصحابي وماعنديش كلام تاني أقوله.
شذى بتصميم: تنكر انك كنت مع بنت امبارح في النايتكلب؟ مش بس أصحابك؟
سيف وصل لآخره ورد بحدة: أصحابي دول بنات وشباب وكنت معاهم لكن رقص والكلام اللي بتلمحيله ماحلصش لأني أصلا ماليش في السكة دي ولحد هنا واقفلي الحوار ده تماما يا شذى.
جت تتكلم بس قفل السكة في وشها هو مش حمل أي اتهامات أو خناق تاني.
همس مشيت في طريقها المعتاد وفجأة لمحت عربية سيف واستغربت وشكت انها ممكن تكون عربية شبهها مش أكتر، كملت طريقها بس اتفاجئت بيه قاعد على الرصيف وافتكرت ان ده نفس المكان اللي هو شافها قاعدة فيه بتعيط.
قربت منه بتوتر و وقفت فوقه فأخد باله منها بس ما اتحركش أو اتكلم فسألته بلامبالاة مصطنعة: خير يا دكتور؟
بدون ما يبصلها رد: خير؟ مفيش يا همس.
فكرت تمشي بس مش هتقدر تسيبه كده فسألته بخوف: شكلك تعبان في ايه؟
رفع عينيه ليها بعتاب: يهمك إذا كنت تعبان أو لا؟
كانت هتقوله ان روحها متعلقة بروحه بس اتراجعت وكشرت وبلا مبالاة مصطنعة: لا ما يهمنيش، بسأل من باب الذوق.
ابتسم بوجع وبص لقدامه تاني: كتر خيرك، ما تهتميش بيا وكملي طريقك أنا كويس.
اترددت تتكلم ولا تمشي؟ وبعدين قررت تمشي هي مالهاش دعوة بيه، مشيت خطوتين واتخطته بس ماقدرتش تكمل طريقها زي ما يكون رجليها اتربطوا مكانهم.
حاولت تمشي بس مش قادرة تسيبه كده؟ غمضت عينيها بضيق من ضعفها وغبائها، رجعت وبصتله بعصبية: مش هقدر أمشي وأسيبك كده فياريت تقولي مالك وفيك ايه؟
اتنهد بتعب ورفع راسه ليها: قلتلك كويس امشي بقى.
همس قعدت جنبه على الرصيف بهدوء: سيف مالك بجد؟
اسمه له نغم تاني بين شفايفها، ليه بس حبها بالشكل ده؟
بصلها بتعب: عايزة تعرفي في ايه؟ في اني في خناق مستمر مع كل اللي حواليا، بتخانق مع أبويا وبتخانق معاكي حتى خطيبتي كمان، كل واحد فيكم بيبص لمصلحته وبس ومحدش بيبصلي أنا أو شايفني أنا.
ردت بدهشة: حضرتك بتضمني معاهم ليه؟
بصلها باستنكار: لان انتي زيهم رافضة حتى تسمعيني، حاسة اني جرحتك وأنا فعلا جرحتك بس مافكرتيش للحظة اني جرحت نفسي قبلك؟ حطي نفسك مكاني يا همس، دكتور جامعي بيعجب بطالبة عنده، شوية يحس انها بتقرب منه وشوية بتبعد وبتلعب بمشاعره – جت تقاطعه بس مااداهاش فرصة وكمل – المفروض انه كبير وعاقل بس معاها بيكون طايش ومجنون، بتقوله انها لما تحب حد هتلبس وتبقى أحلى بنوتة علشان حبيبها ويوم ما تلبس وهو يطير للسما ويفكر انها عملت ده علشانه هو، يجوا أصحابها ويقولولها بالحرف توأم روحك رجع، وهي بكل بساطة تقولهم عارفة انه جاي، يبدأ الشك يلعب بدماغه هي لبست علشان توأم روحها ولا علشانه؟ بس برضه ما بيتسرعش وبيصبر بس بيشوفها بعد كده كل لحظة مع توأم روحها ده، بتاكل معاه، بتضحك معاه، بتهزر معاه وبتهمله هو تماما ولأنه دكتورها ما ينفعش يروحلها ويقولها انتي نسيتيني ليه؟ وبعدها يجي الشخص ده ويقوله انه أخيرا هيخطب حبيبته ويوريه الخاتم اللي هيسرق منه حبيبته وياخد رأيه فيه، بس كل ده برضه هو مش عايز يتهور ولا يتسرع ومستنيها تيجي وتتكلم معاه أو حتى ترجعله زي الأول بس بعدها بيشوفه بيوريها الخاتم وهي بتضحك من قلبها، ومش بس كده دي بتتنطط والفرحة بتشع من عينيها.
سكت شوية وبص لهمس اللي مشاعرها كلها ثايرة جواها ومتماسكة بالعافية وكمل بوجع: عايزاه يعمل ايه بعد كل ده؟ أقولك أنا؟ هو بيقرر يوقف خناقاته مع أبوه ويوافق على العروسة اللي أبوه مختارها ويخطبها ويتفاجئ بعدها بحبيبته بتنهار قدامه وهو مش فاهم ليه؟ ليه بتدي لنفسها الحق انها ترتبط وتستنكر الحق ده عليه؟
وبعدها يجي توأم روحها ويقوله تعال هعرفك على خطيبتي وهو يجهز نفسه انه هيشوف حبيبته مع غيره بس يتفاجئ بواحدة أول مرة يشوفها وساعتها يعرف انه ظلم حبيبته والمصيبة الكبرى انه خطب غيرها، بيحاول يفسخ خطوبته بس مش عارف وبيرجع الكل يتخانق معاه – بصلها بعمق وكمل بألم – أبويا النهارده خيرني ما بين فسخ الخطوبة أو انه يعتبرني ميت وأنا قلتله يعتبرني ميت ودلوقتي حبيبتي قدامي بكل برود بتسألني مالك؟ وبتقول بسألك من باب الذوق، عرفتي بقى يا همس مالي ولا لسه؟ ارتحتي ولا لسه؟ أنا قدامك اهو بحبك.
– قلبها بيدق بسرعة ومش قادرة تنطق وهو كمل بقلة حيلة – بس مش عارف أعمل ايه؟ لا عارف أفسخ خطوبتي ولا عارف أكون معاكي ولا هينفع أكمل من غيرك، عرفتي مالي يا همس؟
اتمنت لو تقوله كلمة واحدة، انها بتعشقه بس اتفاجئت بنفسها بتتكلم بكل برود: يااااه كل ده جواك؟
ابتسم بحزن: كل ده جوايا.
عاتبته: كل ده كان ممكن تتجنبه بسؤال واحد، مين يا همس محمود السمري؟ وكنت هقولك انه جاري وصديق الطفولة، شوفت قد ايه كان بسيط الموضوع؟
سيف اتنهد لانه عارف انها صح وهو غلط فرد بعجز: عارف انه كان بسيط بس دلوقتي أعمل ايه؟ أصلح كل ده ازاي؟
همس وقفت بجمود: دلوقتي بتسألني؟ أنا مش عارفة تعمل ايه؟ بس بتمنالك تحل مشاكلك بس ياريت بعيد عني وتخرجني برا حساباتك.
سيف وقف قصادها وبصلها باستغراب: أخرجك برا حساباتي؟
همس كررت تاني بقوة: اه خرجني براها يا سيف، بعد إذنك.
جت تمشي بس اتفاجئت به مسك دراعها يوقفها بصتله بذهول وجت تزعق بس اتفاجئت بنظراته المبهمة.